ان الأفكار هي مصدر لكل التصرفات او الأفعال التي يقوم بها الإنسان، ونحن في اغلب ثقافاتنا نقوم بتعليم الإنسان كيف يشرب وكيف يأكل ولكن كثيراً ما نهمل أن نعلم الإنسان كيف يفكر مع إنه قد يكون فكر الإنسان اهم من الطعام والشراب.
"لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ»." (مت 15: 11)
"لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ." (مت 15: 19)
من القلب تخرج أفكار وهذه الأفكار في الحقيقة هي التي تتحول الى افعال، وليست كل الأفكار تتحول الى أفعال بالكامل ولكن تظل هي مصدر الشر الكامن داخل الإنسان، وذلك يحدث إذا استطاع الإنسان ان يمنع نفسه من فعل الشر بإرادته الذاتية وهذا لا يمنع ان الشر يكون متواجد في الأفكار وبالرغم من اتخاذ القرار بعدم فعل الشر تضعف الإرادة ف بعض الأحيان وتخرج من الإنسان أفعال شريرة نتجة لتراكم هذه الافكار في داخل الإنسان وكبتها بدون التخلص منها.
إذن فما يفكر فيه الإنسان هوا ما يشكل ما سوف يفعله، "إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. اَلَّذِينَ إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ." (أف 4: 18-19)
الفكر هو الوسيلة التي يأخذ بها الإنسان الحياة من الله او يأخذ بها الموت من ابليس بتجنب الحياة التي في الله
"لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا." (مت 6: 21)
فكلما ذهب ذهن الإنسان الى تخيل الغنى وترف المعيشة فيكون كنزه في محبة العالم ومحبة المال، وليست المشكلة فقط في محبة العالم ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في انه حيثما يذهب فكر الإنسان وقلبه ففي ذلك هو متحد ويصبح معها روح واحد،
فمتى تفكر الإنسان في الكذب او الكراهية او النجاسة يكون فكره وروحه متحدة بأبليس.
"أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (يو 8: 44)
وقد يخدع الإنسان المؤمن الى أفكار الشر وذلك ليس لقوة ابليس فهو ضعيف ومهزوم في قيامة المسيح لكنه مخادع قد يستطيع ان يخدع أبناء الله إذا سمع له الإنسان وأسلم له افكاره، ان ابليس لا يستطيع ان يدخل الى الإنسان ويأخذ سلطان عليه الا إذا سمح له الإنسان بالدخول الى كاينه بأفكار الشر؛ لذلك يجب على الإنسان ان يستأسر كل فكر قد يذهب اليه ذهنه الى فكر المسيح ا الى طاعة المسيح ومن هنا تبدأ الحياة وتبدأ رحلة الإتحاد بالمسيح.
"هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ،" (2 كو 10: 5)
"فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ." (أم 4: 23)
"لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ." (1 كو 2: 16)
وتكون رحلة الحياة برفض وجود أفكار ابليس من اساسها وطاعة كل فكر من المسيح حتى يستطيع الإنسان التغلب على أفكار ابليس، ويتم ذلك عن طريق مواجهة كل فكر شر من ابليس بما يقابله من فكر المسيح؛ فكلما آتى ابليس بروح وفكر البغضة يقاوم بفكر المحبة وكلما آتى بفكر النجاسة يقاوم بفكر القداسة من الروح القدس وذلك حتى يتحد الإنسان بفكر وروح المسيح وحتى يسقط من عليه سلطان ابليس على أفكاره، وذلك حتى يحافظ الانسان على هيكل الرب الذي هو نفسه ويجعل هيكل الرب للرب قدساً له، لان قلب الإنسان وفكره هو مقدس الرب.
"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!" (1 كو 6: 15)
"أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1 كو 3: 16)